الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

أيامنا الحلوه

  صورلا تترك مخيلتي ووجداني عن طفولتنا في الماضي.. يعيدهم للواقع ويؤججهم هذه الأيام منظر أي طفل وطفلة يلعبان (جنباً إلى جنب) ببراءة وحبور كما في أيام العيد.. والصورتان متداخلتان لأطفال أيام زمان حيث كان جميع الأطفال (أولاد وبنات) يلعبون مع بعضهم البعض في تناغم وانسجام.. فكل جنس له لعبة تناسبه من حيث الخشونة أو النعومة.. فالأولاد أو الصبية لهم ألعابهم الخاصة التي تناسبهم من حيث الخشونه والعنف. والنهار هو الوقت المسموح فيه للبنات الصغيرات بالخروج خارج منازلهن واللعب في مكان غير بعيد عن (أولاد الجيران والحارة)، وأحياؤنا الطينية وأزقتها  بالوادي الجديد كانت وادعة لا يعكر صفوها إلا غبار الأتربة نتيجة لعب الكرة أو مخلفات حمار يجر عربة بقيادة (حمّار) وهو ينادي بصوت عال أجش يُشعرك وأنت تسمعه (قبل أن تراه) انه يركب على من يحمل صفة أنكر الأصوات (الجاز الجاز) أي بائع الكيروسين.. ويعكر صفو الأزقة أيضاً و(بشكل يومي) عودة قطيع غنم الحي (بصحبة الراعي) عند الغروب  قبل المغرب مباشره فتخترق وتخرب ملعب كرة القدم في طريقها لدخول المنازل الطينية (للحلب والمبيت) ما يضطرنا للتوقف عن لعب الكرة  وسبب آخر أهم وأوجه للتوقف عن لعب الكرةهو رؤيتنا للمؤذن أثناء خروجه وتوجهه للمسجد لرفع اذان المغرب وفيما يخص بنات الجيران والحارة آنذاك تكاد تكون لعبةبسيطه وهي بناء منازل صغيرة من رمل أو تراب الأرض التي يلعبن فيها.. وكأنهن بذلك (يحلمن طفولياً) بمنزل الزوجية عندما يكبرن.. وعند الغروب أو عندما يأتي المساء (كما تقول أغنية عبدالوهاب) تتصاعد أصوات النساء الآتية من داخل البيوت الطينية وخلف الأبواب المواربة والتي (قد) يُرى من خلالها جانب من الوجه  وهن ينادين على بناتهن الصغيرات بأن الليل قد حل فعليهن التوقف عن اللعب والدخول في منازلهن.. فتقوم كل طفلة بهدم مابنته من منازل ترابية أو رملية  بضربة بباطن اليد على كل منزل فيتحول إلى تراب مبعثر.. يتبعها وبحركة سريعة مسح لما علق في باطن تلك الأيدي الصغيرة من تراب بأطراف فساتينهن وكل طفلة تلتفت إلى باب منزلها حيث صوت الأم المنادي. فلا تسمع بين البنات الصغيرات إلا كلمة (طيب أو ان شاء الله) تحت نداء كل أم وجلة وخائفة على بنتها من البقاء خارج المنزل في الليل.كانت ايام جميله كنا نشعر فيها بالامان والاستقرار والدفء والحنان رغم انني نشات وترعرعت في اسره بسيطه جدا جدا لكنها كانت قويه جدا بمبادئها.وكانت محافظه الوادي الجديد انذاك مستقله بسكانها القله الذين يعرف بعضهم بعضا وكان الشخص الذي ياتي غريبا عن قريتنتا يعرف بسهوله جدا.وكانت المحافظه تخلو من اي تلوث او ضوضاء كما هو موجود الان...كانت الحياه نقيه والبيئه نظيفه والشمس متالقه في السماء فلا يوجد هناك مصانع ولا شركات ولا مخلفات.وكانت الحياه جميله وسوف اكمل كلامي في مدونتي في وقت اخر عن عادتنا الجميله واسرتنا الكبيره